0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 21



على سبيل التقليد:

"رب هب لي قلبا لا ينبغي لأحد من بعدي".

الهامش الواحد والعشرون:

رأي الجميع في بحر "العشق" غارق، وعلم أن النجاة منه تهلكه و أن دوره قادم لا محالة.. فدعا الله أن يهبه مالا ينبغي لسواه فكانت الإستجابة، والحمد لله، على قدر المدعو لا الداعِ.

قلبه.. وقلبها.

0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 20



على سبيل التقبيل:

وتمنيت كثيرا ، فكان هو كل أمانيّ .

الهامش العشرون:

(تكتبه صاحبة الفتنة)

كان يأتى فى ليلى شاردا ، لم أتبين ملامحه ، لكنني كنت أعرفه ، أعرف رائحته ، خطواته ،أنفاسه .. كنت أقترب منه حتى تلامس جبهتي صدره وحين أرفع عيني إليه .. يهرب .

كان البحث عنه متعبا..ومحيرا، كلما تخيلت كم من الوقت مر وهو بجواري وأنا أبحث عنه لُمت نفسي ألف مرة وتمنيت العودة بالزمن إلي ماض ليس ببعيد، لكن عزائي أني كنت أبحث عن نصفي الآخر، وهو ليس كأي نصف ، إنه نصفي أنا ..إكتمالي ، وبدونه لا أكون.

حلمت وتخيلت وإنتظرت ، ولكننى حين عايشته أدركت أن واقعى أجمل من كل الأحلام ، بل هو كل الأحلام. هو ضعفى وجنونى ، غضبي وفرحي ، ضحكي ودموعي.. أدركت أنى أحبه.. وأنني منه وإليه.

0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 19


على سبيل التأريخ:

عــام.

الهامش التاسع عشر:

وهكذا يا سادة يا كرام.. مر عام.

عام على تجليها أخيرا بعد عدة أيام مظلمة، على احتضانه لها بحرارة وعتاب على طول الغياب..وعلى استيقاظه مفزوعا بعد هذا الحلم الغريب.

لم يعرف النوم له طريقا بعد هذا الحلم، ولم يعرف عقله الراحة بعد أن تمرد عليه قلبه بهذا الشكل العنيف.. جلس ليكتب فلم يزد على " اليوم حلمت بك"، وكان ردها " ملكش حق تلوم عليا".

بعدها بعدة أيام كانا يجلسان ينتظر كل منها الآخر أن يبدأ، وبعد فراغ الصبر، وقبل انتهاء الوقت قال لها " احنا الاتنين عارفين..مش كده؟" هزت رأسها وهمست " آه"، فقال بحماسة " وفاهمين إيه اللي عارفينه ومتفقين..صح؟"، هزت رأسها وهمست ثانية "صح"، فقال باطمئنان " طيب يلا قومي امشي".

وهكذا ذهب كل منهما إلي بيته وهو يشعر بسعادة غامرة وفرحة لا حدود لها، وكأن ما دار بينهما كان أكثر الحوارات منطقية وعقلانية، وكأنه من الطبيعي أن تفهم كلامه وهو يحتمل ألف معني؟، وأن يقنع بردها وهي تقريبا لم تنطق؟. كانا يتذكران هذا الموقف وهما يضحكان من قلبيهما خاصة أن سيناريوهات الفهم البديلة مصائب على كل الأصعدة.

وهكذا يا سادة يا كرام.. مر عام.

مر عام كان في كل يوم منه يعترف لها بحبه وكأنها المرة الأولي، في كل يوم كان يشعر أنه لا شيء أكبر من حبه لها بالأمس إلا حبه لها اليوم، ويظل يتساءل "هل هناك حب مثل حبي لها أو أكبر؟" فإذا جاء الغد جاءت إجابة سؤاله بنعم!.

وهكذا يا سادة يا كرام .. مر عام.

مر عام، ولو قرر أن يحكي ذكرياتهما في هذا العام لاحتاج عام آخر، فلا مجال هنا للإختصارات ولا سبيل للنسيان. كل دقيقة في هذا العام لهما فيها ذكري حاضرة في ذهنه يستطيع روايتها بسهولة.

وهكذا يا سادة يا كرام.. مر عام.

مر عام مما تعدون.. هل تتخيلون أن عمر حبهما يحُسب بالأيام؟

0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 18

على سبيل التصغير:

أهواها..أحبها..أعشقها

الهامش الثامن عشر*:

تم تم ..تررم..تييررا..تيراراراار..تم تم..تررم.

كيف يعزف المرء لحنا راقصا بالكلمات؟ لحن فيه شقاوة الفراشة عند استيقاظها، ورقة رفة جناحيها عند استنشاق رحيق زهرتها الأولي؟

كيف ينقل احساسه بنسيم ربيعي معبق برائحة زهر البرتقال؟ احساس انشراح الصدر وارتياح الضمير؟.

وكيف أكتب -أنا- عن ابتسامتها؟ ماذا أقول في ابتسامة تضيء ما بين السماء والأرض.. ابتسامة تريح القلوب وتزيح الهموم وتشرح الصدور؟ ابتسامة حوت أسرار السعادة، و أشكال الشقاوة و أسباب الفتنة.

ابتسامة اقضي عمري منتظرا التي تليها، وأحلم أن تدوم إلي الأبد ..ولو دامت ما عرفت الدنيا شقاء أبدا.

كيف أكتب عن عينيها..عن نظرتها؟ عن شقاوة وبراءة وحب واحتضان؟

عينان حين أنظر فيهما أجد براحا يستوعبني، ونظرة تطمئني أن هذا البراح مخلوق لي.

لا سبيل لي يا سيدتي- يا فاتنتي- أن أكتب عن ابتسامتك ونظرتك..اعذرينى.

* هامش صمم أن يكتبه بنفسه

0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 17

على سبيل التشكيل:

لكل شخص فيه رأي، ولكل صديق نبوءة.

الهامش السابع عشر:

اتخدت هيئة العارفين ثم صلت وسلمت على معلم الناس الحب وقالت "اجلس يا أحمد..يا ولدي..يا صوت الناي. ما بالك يا ولدي تذكرني دوما بصوت الناي؟. في فرحك و أحزانك تشبهه، حتى ضحكتك.. حتى الضحكة يا ولدي؟"

صمتت ألف سنة حتى تغيرت ملامحها آخذة سمت العرافين ثم قالت " مكتوب لا يُمحي وليس منه مفر.. مهما كان اللحن سعيد تظل آهة الحزن في صوت الناي مسموعة".

استغرقت في سبات طال ملايين السنين ثم استيقظت وقد عادت سيرتها الأولي "صديقته المفضلة"، بدا عليها تعب وارهاق خمن انه من أثر ما قالت، لكنه عرف بعد ذلك أنه كان من تأثير ما ستقول " لا أعرف يا أحمد..لا أعرف حقا ماذا أقول؟، أو بالأحري كيف أقول؟..أشعر ، ولا تسألني عن الأسباب، أن حب حياتك سيكون قصة مستحيلة". لم يسألها عن الأسباب،ولم تبادر هي بالتوضيح، وبعد أقل من مائة عام على هذا الحوار تجمدت علاقتهما.

كان وقع الكلام ، أو النبوءة، عليه عظيما، وما زاد الوقع وطأة أن وجه صاحبة الفتنة لم يفارقه لحظة أثناء حديث صديقته، العارفة العرافة، عن الحب المستحيل. ليس لأنه يخشي أن يكون حبهما مستحيل بل لأنه لم يكن هناك أي شيء بينهما أصلا.

وإن كانت هذه أول ملامح تحقق النبوءة فإن ما بعدها أكد هذا التحقق، فهو حتى الآن يصر أنه لم يخبرها "بحقيقة" حبه، و يؤكد أنه من "المستحيل" أن يعبر عما بداخله كلام.

0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 16


على سبيل التأصيل:

للهوامش في قلبي متون.

الهامش السادس عشر:

وقف قليلا ليتأمل حركة إشارة مرور روكسي.. تحول تأمله إلي تركيز..تحول تركيزه إلي تصميم.. تحول تصميمه إلي تنفيذ..بدأ بالعبور.

شعر بسعادة طفولية غامرة. لأول مرة يعبر هذه الإشارة ، التي يعتبرها من عجائب الدنيا، بهذه السرعة والسهولة. وبسبب هذه السعادة ، وبطريقة لا تخلو من "تلكيك" واضح، أحس أنه يفتقدها بشدة ويرغب أن تكون معه الآن. ولأن الساعة كانت الواحدة بعد منتصف الليل اكتفي، مرغماً، بالإتصال بها.

في الوقت الذي كان يسمع فيه صوت نغمة الإتصال كان يراها وهي تنظر في شاشة الهاتف وتبتسم، وهي تنهض مسرعة وتجري بخفة إلي أقرب مكان تستطيع أن تتحدث فيه على راحتها و.. " آلو".

بعد هذه الـ " آلو" الرقيقة، المحبة، المتلهفة، اضطر للسكوت قليلا حتى يستطيع استعادة القدرة على الكلام. وقبل أن تجف ابتسامتها وقبل أن تكرر الـ "آلو" من جديد أخبرها أنه يحبها جدا ويفتقدها جدا جدا. أخذت ابتسامتها بعدا آخر وتلعثمت قليلا ثم أخبرته أنها تذوب فيه وتتمني رؤيته الآن.

فاقت سعادته كل المعدلات المعروفة. سمع صوتا من السماء ينادي " لدينا فائز جديد". رأي كبير الملائكة يقبل عليه مهنئا بمناسة وصوله إلي مرتبة أسعد انسان على وجه الأرض، ثم يميل على أذنه ليقول بصوت خافت " الحقيقة أنك نافست كثيرا من أهل السماء يا بني..لكنك تعرف القواعد!".

أبدي تفهمه بإبتسامة ونظرة لا تخلو من سخرية ثم تذكر فجأة أن في هذا المكان وفي توقيت مقارب جدا ولدت أول عبارة في هوامش فتنته " فتنتني فاتنة فصرت مفتوناً؛ وأحمد الله على ضعف الإيمان".

قفزت الفكرة في رأسه " تري هل..؟" وبسرعة ولهفة توجه بالسؤال إلي كبير الملائكة " هل كنت أنت من..؟" لم يكد ينه سؤاله حتى اختفي فلم يحصل على اجابة لكن صوته ظل يتردد في أذنه " لكنك تعرف القواعد".

0 comments

هوامش على دفتر الفتنة *15


على سبيل التحليل:

كان ينقصنى أن أحبه حتى أعرف أن الله قد ميزني عن العالمين..

الهامش الخامس عشر:

معه عرفت البدايات.. كل البدايات ، وأدركت أنه اصطفاني لأكون سيدته ويكون هو مولاي.

* أرسلت لي صاحبة الفتنة هذه الكلمات ليكون الهامش الخامس عشر عن فتنتها لا فتنته؛ فلم أملك إلا نشرها كما هي.


0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 14


على سبيل التفعيل:

لا تخش في الحب -أبدا- لومة لائم

الهامش الرابع عشر:

من ذكاء المرء مع الله أن يتقرب إليه بطريقة تميزه عن بقية الطامحين في القرب..الحب كان طريقته.

الحب خير أنعم الله.. و حبه لها كان شكر النعمة. الحب أول ما فرض الله على عباده.. و بعشقها كان يؤدي الفريضة والنافلة. الحب هو فطرة الله التي فطرنا عليها.. لذا فذوبانه فيها شدة ورع.

لم يخش في حبها يوما لومة لائم..وإن لامه أهل الأرض جميعا ، وهذا دأبهم مع الأنبياء والرسل والعاشقين، فحسبه أنه يحبها..وأنها تحبه.

0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 13



على سبيل الـسبيل:

للحب ضريبة يؤديها المحبون؛ و يعفي منها المدعي و الجبان.

الهامش الثالث عشر:

من يصف نفسه بالإيمان لابد أن يتعرض للإختبار. قاعدة قرءانية أرساها المولي عز وجل في كتابه الكريم "أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا ءامَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ". نفس الوضع ينطبق على من يدعي الحب.. ومن يريد حياة سهلة خالية من المشاكل، أو الإختبارات، عليه أولا أن يتخلي عن جميع المعتقدات.

والحب هو العقيدة الأسمي بعد الإيمان، ولذا فإختبارته هي الأشد على الإطلاق، لكن من يتجاوز هذه المحن سيخرج منها أكثر قوة، أو بالأحري أكثر حبا، مما مضي. ولهذا التجاوز طريقة سهلة الوصف.. صعبة التنفيذ.

مهما كانت طبيعة المشكلة أو المحنة سيتغلب عليها التمسك بالحب.. والإيمان بمن نحب. تبدو وصفة غير عملية دائما ولا تصلح لكل المواقف، لكن الحقيقة أن من يظن هذا عليه أن يراجع نفسه لأن الإيمان ليس مجرد كلمة تقال وقت الرخاء..الإيمان فعل يمارس وقت الشدائد.

0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 12


على سبيل الـتفكير:

"لعل الله اطلع على قلوب العاشقين فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"

الهامش الثاني عشر:

"اسمحي لي أن اخلو بنفسي قليلا قبل كل صلاة، ألم تسمعي إلي قوله تعالي { لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى }؟".

0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 11

على سبيل التكفير:

قال يوما ناصحا قلبه "هذا الحب متين؛ فأوغل فيه برفق"

الهامش الحادي عشر:

هل يصدق أحد أن الماء يذوب في السكر؟ إذن كيف أصدق ادعاءه أن صمته وشروده لا يكونان إلا فيها؟. أعلم أنه يحبها ( وجدت صعوبة في تصديق مسألة الفتنة هذه إلا أني في النهاية اقتنعت)، لكني مازلت مصرا أنني به خبير، وأنه مهما بلغت به درجات الفتنة فلن تصل أبدا إلي الحد الذي يدّعيه.

ولأني أعرف إن اثبات وجهة نظري ليس بالأمر الهين انتهزت فرصة خلاف بينهما لأعاود سؤاله عن قلبه الذي يدعي أنه ذائب فيها. وإذا كان يساوره شعور بالندم لإمتناعه عن اشياء كان يفعلها، وربما يحبها، أملاً في إبتسامة رضي أو دفعاً لنظرة حزينة؟.

ما ان انتهيت من اسئلتي حتى ظهر عليه غضب شديد، ثم سألني ، وهو يحاول السيطرة على غضبه، إن كنت كتبت الهامش الجديد بعد؟، استغربت السؤال وأجبت بالنفي .. صمت قليلا ثم قال بهدؤ لا يتناسب مع غضبه السابق

"الأعمال، لحسن الحظ، بالنيات. و النية ، كأشياء كثيرة، محلها القلب. والقلب، بكل ما فيه، محله حبها.. فما وافق حبها انعقدت عليه النية وما خالفه كان حدوثه عرضا، كريها، غير مقصود."

أنهي كلامه.. و انصرف.

0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 10


على سبيل التفضيل:

كنا نتبادل الكلمات دون ان ننطقها.. طريقة أخرى للتواصل

الهامش العاشر:

سألتها ماذا تعني بطريقة التواصل الأخري فقالت:

كان يكفيني أن أنظر إلى عينيه واسمع دقات قلبه ليطمئن قلبي.

قالتها ثم سافرت.. وبعد العودة تنهدت ثم لمعت عيناها وابتسمت. حاولت أن اتكلم فقاطعتني قائلة " اسمع سأحكي لك قصة أحبها..وليكن هذا هامشي الثاني". سألتها أهو الثاني فعلا؟ أجابت بإبتسامة حاولت أن تبدو غامضة " على الأقل بالنسبة لك"

وبعد فترة صمت بدأت تحكي..

"دون اتفاق مسبق قررنا اللعب..

أعطيته روايتي المفضلة ليقرأها وأثناء ذلك كنا نتبادل مقاطع منها.. أحيانا بكلمات ..أحيانا بنظرات.. وأحيانا بصمت قاطع. فهو كثيرا ما كان يكتفى بإبتسامة رائقة تخبرني أنه مختبئ فى ظل ملاك ، ألمحه هناك خلف نظارته الطبية يناديني.. أجيب عليه "أيها الطفل الطيب"..وأضحك.

(كان دائما يشبه ضحكتي بضحكتها) "

وهنا فقط توقفت عن الحكي وكأنها تذكرت شيئا ما:

"أتدري؟..أنا فعلا لا أعرف حتى الآن إن كان يقصد أو لا" ثم ضحكت بطريقتها المميزة، وقبل أن اسأل أو استفهم قاطعتني للمرة الثانية بنفس الطريقة وإن كانت هذه المرة بلهفة غريبة " اسمع ..اسمع ! عندما فرغ من قراءة الرواية، وبعدما أعادها لي وجدت إحدى صفحاتها مطوية برفق، وقرأت:

"أتذكر ضحكتها الساخرة وعيناها التي بلون العسل القاتم"."

وبما أنها لم تنطق حرفا اضافيا بعد هذا فقد اعتبرت ان الهامش انتهي عند هذا الحد..أما تعمده ترك علامة عند هذا المقطع من الرواية من عدمه فيبقي سؤال معلق قد نعرف اجابته في هامش آخر.

0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 9

على سبيل التصوير:

هادئة كالعصافير.. بريئة كالأطفال.

ملحوظة: لا العصافير هادئة، ولا البراءة من شيم الصغار.

الهامش التاسع:

عندما يبكي الأطفال فهم لا يريدون منك مناقشة موضوعية حول أسباب هذا البكاء من أجل الوصول إلي حل وسط يرضي أطرافا لا وجود لها..فالمنطق آخر ما يشغل بالهم. هم يريدون شيئا ما ولن ينقطع البكاء حتى يتحقق لهم ما يريدون، أو أن تنجح في جذبهم نحو شيء آخر بطريقة - تبدو لهم- مبتكرة فينشغلون بها ، بالطريقة دون الشيء ، لتبدأ ضحكاتهم المجلجلة في اضاءة حياتك من جديد.

هل أخبرتكم أن صاحبة الفتنة لم تتجاوز الثالثة من عمرها بعد؟

كانت دائما ما تغضب لأسباب يستحيل مناقشتها ، وأحيانا رغبة في أشياء يستحيل تحقيقها. تقطب حاجبيها محاولة رسم الجدية على ملامح وجهها (الحزين أبدا..الباسم دوما). تخبط في الأرض بقدميها منذرة برد فعل عنيف إن لم يتحقق لها ما تريد. تحاول اخفاء نظرة عشق تلمع في عينيها، ودمعة تدعوه لإحتضانها.

ولأنه يحبها غاضبة ، وحزينة، وباكية، كما يحبها هادئة، وباسمة، و مشرقة، كان ينسي ، أو يتناسي، كل الإجراءات المعتادة في مثل هذه الحالات.. يلجمه العشق فيصمت، ويأخذه بهاء غضبها فيعجز عن التفكير حتى يتحول غضبها إلي قلق " متي سيصالحني.. وبأي طريقة هذه المرة ؟" . يتنبه أخيرا.. يبتكر طريقة جديدة .. تنشغل بها.. تضحك، وتضيء حياته من جديد.

0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 8



على سبيل التدوير:

كانا في اختلافهما متشابهين، وفي تشابههما مختلفين.

الهامش الثامن:

كان لكل شخص فيه رأي، ولكل صديق نبوءة، و رغم اختلاف الآراء وتنوع النبوءات إلا أن الغرابة ، أو قل الشطط ، ظلت عاملا مشتركا بينهم جميعا.

وكانت الكثرة والتنوع والغرابة أسباب كافية ، ومنطقية ، لتشويشه فترة طويلة..و كانت لتطول أكثر، و لولا أن التكرار من الأعداء الطبيعيين للدهشة لما توقف عن النقاش أو الاستفسار.. وظل الحال هكذا حتى جاء يوم حاول فيه صديق تقريب وجهة نظر- خاصة جدا- قائلا:

" لا أستبعد أن تصلك رسالة على بريدك الإلكتروني من فتاة أمريكية في العشرين من عمرها - حسناء بالضرورة- تخبرك فيه أنها لا تفهم كلمة مما تقول في الـOnline Radio الذي تعمل به لإنعدام علاقتها باللغة التي تتكلم بها، لكنها تؤكد في نفس الوقت أنها لا تتوقف عن سماعك لأن احساسك يصلها كاملا."

و ما أن انتهي من ذكر نبوءته المفخخة حتى نظر إلي صاحبنا المفتون مستطلعا تأثيرها عليه. ولأني تعودت - كما تعود صاحبي- على مثل هذه المواقف، توقعت ألا يخرج رد فعله عن استخدامها كمادة جيدة للتهريج ليس أكثر، لكني اكتشفت أني وقعت للمرة الألف في فخ التوقع مع مفتون تغيرت كل عاداته. فهو لم يبتسم أصلا، فضلا عن التهريج، ولم يعلق سلبا أو ايجابا، وإنما اكتفي بأن يسرع من خطوته حتى ابتعد عنا مسافة ألف سنة ضوئية، ثم عاد مرة أخري ليخبرنا بوجه نصف متجهم - نصف تائه أنه بحاجة إلي الذهاب، سألناه إلي أين لكنه كان قد أدار ظهره لنا.. ومضي.

وعندما قابلته بعد مرور عدة أيام طلب مني ألا اعاتبه على ما حدث، مقابل أن يخبرني عن هامش جديد على دفتر فتنته. وأخبرني - بعد أن وافقت طبعا- عما اسماه اختلاف متشابه، وتشابه مختلف. كررت الجملة وراءه مرة ثانية ، وثالثة ربما أفهمها .. ولما هممت بتكرارها للمرة الرابعة قاطعني قائلا:

" في كل مرة أسمع أحدهم يبدأ كلامه بجملة من نوعية " لن أندهش " أو "لن أستغرب" أو حتى " تخيل معي" أدرك إلي ماذا يرمي، و أرد عليه دونما كلام" بالتأكيد يا صديقي لن اندهش أو استغرب ..أو استبعد يوما ما.. أن يأتيها اتصال هاتفي من توني بلير يشكو لها عمرا فات دون أن يعرفها، ثم يحدثها بعد ذلك عن الصدفة التي قادته لمعرفتها - أخيرا- وعن جهوده لمعرفة رقم هاتفها.. وأخيرا عن رغبته في الكلام معها في موضوع بالغ الأهمية".

0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 7

على سبيل التقرير:

من علامات الحب الخاتم أنه يجُبٌّ ما قبله.

الهامش السابع:

كانت تقطع وتصل!؛ تبتسم إذا حضر هذا فيصير من المقربين، وتقطب حاجبيها إذا جاء ذكر هذا فينقطع ذكره إلي الأبد.

وكان - هو- يفعل كل هذا بسعادة ورضا كادا يصيباني بالجنون، فقد عهدته عنيدا لا يغيره إلا قراره، ولكن كما يبدو يجب ألا أعتمد كثيرا على ما تعودت عليه.

( أعد قراءة ما سبق. فالهامش السابع انتهي عند هذه النقطة و ما سيأتي بعد ذلك من قبيل الاستطراد، وليس به - تقريبا - أي جديد. )

قد يخيل لمن يقرأ هذا الهامش أن صاحبنا المفتون واقع تحت سيطرة محكمة لصاحبة الفتنة، والحقيقة أن من يظن هذا أبعد ما يكون عن فهم الفتنة أو معرفة أبعادها، فمفردات من نوعية "السيطرة" أو "التحكم" أو حتى "التأثير" لا مكان لها هنا. وملخص الأمر وآخر ما فيه أنه ادرك نصيبه من الدنيا واكتفي به وحمد الله عليه.. فكانت هي ولم يكن معها أحد.

0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 6


على سبيل التعليل:

ثابت هي..وكل ما سواها متغير.

الهامش السادس:

لم يكن يملك أمام طريقتها فى نطق اسمه إلا الابتسام والصمت قليلا ، قبل الرد، آملا فى أن تناديه مرة ثانية. ولم يكن يعرف أنه من اسم واحد- من اسمه هو- يمكن استخلاص كل هذه المشاعر، فتارة يصبح اسمه اعترافا صريحا بالحب، وتارة أداة قاسية للعتاب، وتارة أخرى طريقة اعتذار هى الأرق على الإطلاق. وتختلف المشاعر وتتباين ولكنها تظل قادرة دوما على اختزالها - دون اختصارها - في حروف اسمه.

لكن، ورغم كل هذا، لم تكن سعادته كاملة، فهى تناديه - كأغلب الناس- بلقبه وليس بإسمه، وهو الأمر الذى يجعله - على غير رغبة- يشعر بالمساحة التى يتركها استخدام اللقب الشائع بين الناس من فاتنة ليست كأحد من الناس.

حاولت تنبيهه أن ما يفعله هذا نوع من الكفر بالنعمة، ويا ويل من كفر بأنعم الله، فلم أحصل منه إلا على سخرية واستهزاء، وسؤال مازال يتردد في أذني حتى الآن " وماذا تعرف أنت عن الله والكفر والنعمة؟". بعد فترة صمت - تقليدية - طلب منى أن استمع جيدا لما سيقوله الآن لربما أفهم ما يعنيه وما يدور بقلبه " منهومان لا يشبعان.. أحدهما طالب حب". صرخت فيه ويحك، كان هذا حديث شريف، كيف تجرؤ؟، لم يرد لكنه أضاف إلي حيرة السؤال السابق نظرة سأظل أذكرها بقية عمري.

0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 5


على سبيل التبديل:

مفتونة به أنا الأخرى ..وهل للفتنة شروط؟

الهامش الخامس:

بعد فترة تردد، ذكرتني بتردده، قالت أنه حين أخبرها أنها فاتنة..ابتسمت. لكن هذا الإعتراف - كما أكدت لي- لم يكن البداية. ولما طلبت منها أن تحدثني بشأن البدايات، سكتت قليلا ثم قالت أحضر ورقة وقلما وأكتب ما سأمليه عليك، تجاوزت - مضطرا- عن الإهانة الضمنية.. وبدأت أكتب.

" كنت أنتظره هذا اليوم على غير العادة، كنت متلهفة لرؤيته..لسماع صوته..لنظرته، لم أكن أعرف وقتها حقيقة ما بداخلي، لم أكن أعرف وقتها إلا أنني أريد رؤيته.

حدثته أربع مرات، في كل مرة كنت أستعجله بالمجيء، وفي المرة الرابعة طلب مني أن أنتظره، وأكد على " متخليش حد يضايقك لغاية ما آجي..متخليش حد يضايقك غيري"، عرفت فيما بعد سبب ضيقي، وعرفت ماذا يقصد بكلمته، وعرفت أنه كان يعرف، وأنه يعرف أنني أعرف، وأنا لا أقوي على الكلام.. وهو الآخر لا يقوي عليه.

جاء إلي وجلسنا معا عشر دقائق فقط، كان يومها هادئا، أما أنا فكنت مرتبكة لأقصي مدي، سعيدة وحزينة، خائفة رغم شعوري بالطمأنينة، متلهفة ومنتظره.

قال لي " شكلك لطيف قوي وإنتي متضايقة" فضحكت.." شكلك لطيف وإنتي بتضحكي". أخبرته أنني سأبكي فقال " عارف إن شكلك هيبقي لطيف وإنتي بتعيطي بس مش هقولك كده علشان مش عايزيك تعيطي".

وقتها أخبرته أنني أحبه دون أن أنطق بحرف واحد، ووقتها أخبرني أنني.."

عند هذه (الـ أنني) توقفت تماما عن الكلام، وفشلت جميع محاولاتي أن أعرف بماذا أخبرها، واضطررت - للمرة الثانية- أن استجيب وأستسلم أمام عندها الشديد، لكن الأكيد أني سأحاول أن أعلم منه ماذا أخبرها، وربما تحول هذا إلي هامش آخر.

0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 4


علي سبيل التكدير:

إن كان استخدام "اللغة" أمر ضروري للتعبير عن الحب؛ فأنا افضل لغة الإشارة.

الهامش الرابع:

كان أول ما لفت انتباهه هو اختيارها الجلوس إلي طاولة تكشف باب المقهي بصورة ممتازة، وتساءل - في نفسه طبعا- هل تعمدت أن تجلس في الجزء الممنوع فيه التدخين من المقهي؟.

(

أفكار وملاحظات لم تكد تظهر حتى اختفت سريعا أمام شوقه المتزايد لها، كان كلما اقترب موعد اللقاء زاد اضطرابه وخوفه، وقل عدد الحقائق التي يعتبرها مهمة في هذه الدنيا حتى تلخصت في حقيقتين فقط.. هو يحبها وهي تحبه، هي تنتظره الآن وهو يشتاق إليها كما لم يفعل من قبل.

)

رأها.. ابتسمت.. توقفت الأرض عن الدوران.. اتجه نحوها مسرعا.. داهمته رغبة قوية في احتضانها.. وقف أمامها.. ظلت جالسة..ظلت جالسة..ظلت جالسة..تململت الأرض في وقفتها.. لكنها ظلت جالسة.. مدت يدها تسلم.. مد يده..مال عليها وقبلها على وجنتيها.. ثم جلس.

لم يصارحني بتفاصيل هذا اللقاء إلا بعد مرور فترة - أظنها أكثر من أسبوع- عليه، وحتى بعد مرور هذه المدة كان يتكلم بإنفعال وكأنه حدث بالأمس فقط، ومما زاد من انفعاله و اضطرابه أنني لم أدرك بالضبط سبب الطريقة الغريبة التي كان يتحدث بها، ولما نفذ صبره تماما وفقد القدرة - والرغبة- في ايضاح مشكلته نظر لي بحدة و قال بلهجة ساخرة " مش مهم تفهم..هي فاهمة"

0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 3


علي سبيل التزوير:

أنا اللي بالأمر المحال اندبح

ولا عمري خفت من جني ولا من شبح.

الهامش الثالث:

لم ترضه الإجابة التي حصل عليها من أحد الأصدقاء عندما سأله عن امكانية "اللعب" في رباعيات جاهين، أو خلط رباعيتين ببعضهما، ولم يعجبه تعامل هذا الصديق مع الموضوع كمزحة وعدم اعطاءه الأهمية الكافية من وجهة نظر صاحبنا المفتون.

كان يعشق صلاح جاهين؛ و فكرة وجود مبدع كجاهين كانت متعبة بالنسبة له لأسباب ربما لن يفهمها غير المبدعين ، ولذلك كان تجرؤه على اللعب في نصوص "جاهينية" أمر يستأهل أن نقف أمامه طويلا، وأنا هنا لا أتكلم عن وقفة فلسفية نحاول فيها تحليل دلالات الخلط وسبب اختيار هاتين الرباعيتين بالذات، فهذا نوع من الوقفات لا يفعله إلا السفهاء والمدعون والصحفيون..وساء أولئك سبيلا.

أنا - وبشكل شخصي جدا - أظن أنه لم يختر أو يفكر، و أغلب الظن أن كل ما يقوله أو يفعله من أشياء يستغربها الناس هي بعض من إرهاصات الفتنة وهوامشها. خاصة أنه كان يعاني من داء "الصمت"، أو بالأحري "عدم القدرة على الكلام" ، وإذا حدث له ما يؤثر فيه بشدة ولم يستطيع الكلام عنه بشكل مباشر، وهذا يحدث كثيرا، كان يستبدل المباشرة بهذه الإبداعات الألمعية التي كان لزاما علىّ - دون جميع الناس- أن أتقبلها واتعامل معها.

لكن كل هذه الإبدعات في كفة، وما فعله - وما أبدعه - بعد عودته من أحد لقاءتهما في كفة أخري، كان شكله غريب وكلامه أغرب و .. لحظة واحدة.. هذا ليس موضوعنا الآن، لأن هذا هامش آخر.