0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 17

على سبيل التشكيل:

لكل شخص فيه رأي، ولكل صديق نبوءة.

الهامش السابع عشر:

اتخدت هيئة العارفين ثم صلت وسلمت على معلم الناس الحب وقالت "اجلس يا أحمد..يا ولدي..يا صوت الناي. ما بالك يا ولدي تذكرني دوما بصوت الناي؟. في فرحك و أحزانك تشبهه، حتى ضحكتك.. حتى الضحكة يا ولدي؟"

صمتت ألف سنة حتى تغيرت ملامحها آخذة سمت العرافين ثم قالت " مكتوب لا يُمحي وليس منه مفر.. مهما كان اللحن سعيد تظل آهة الحزن في صوت الناي مسموعة".

استغرقت في سبات طال ملايين السنين ثم استيقظت وقد عادت سيرتها الأولي "صديقته المفضلة"، بدا عليها تعب وارهاق خمن انه من أثر ما قالت، لكنه عرف بعد ذلك أنه كان من تأثير ما ستقول " لا أعرف يا أحمد..لا أعرف حقا ماذا أقول؟، أو بالأحري كيف أقول؟..أشعر ، ولا تسألني عن الأسباب، أن حب حياتك سيكون قصة مستحيلة". لم يسألها عن الأسباب،ولم تبادر هي بالتوضيح، وبعد أقل من مائة عام على هذا الحوار تجمدت علاقتهما.

كان وقع الكلام ، أو النبوءة، عليه عظيما، وما زاد الوقع وطأة أن وجه صاحبة الفتنة لم يفارقه لحظة أثناء حديث صديقته، العارفة العرافة، عن الحب المستحيل. ليس لأنه يخشي أن يكون حبهما مستحيل بل لأنه لم يكن هناك أي شيء بينهما أصلا.

وإن كانت هذه أول ملامح تحقق النبوءة فإن ما بعدها أكد هذا التحقق، فهو حتى الآن يصر أنه لم يخبرها "بحقيقة" حبه، و يؤكد أنه من "المستحيل" أن يعبر عما بداخله كلام.

0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 16


على سبيل التأصيل:

للهوامش في قلبي متون.

الهامش السادس عشر:

وقف قليلا ليتأمل حركة إشارة مرور روكسي.. تحول تأمله إلي تركيز..تحول تركيزه إلي تصميم.. تحول تصميمه إلي تنفيذ..بدأ بالعبور.

شعر بسعادة طفولية غامرة. لأول مرة يعبر هذه الإشارة ، التي يعتبرها من عجائب الدنيا، بهذه السرعة والسهولة. وبسبب هذه السعادة ، وبطريقة لا تخلو من "تلكيك" واضح، أحس أنه يفتقدها بشدة ويرغب أن تكون معه الآن. ولأن الساعة كانت الواحدة بعد منتصف الليل اكتفي، مرغماً، بالإتصال بها.

في الوقت الذي كان يسمع فيه صوت نغمة الإتصال كان يراها وهي تنظر في شاشة الهاتف وتبتسم، وهي تنهض مسرعة وتجري بخفة إلي أقرب مكان تستطيع أن تتحدث فيه على راحتها و.. " آلو".

بعد هذه الـ " آلو" الرقيقة، المحبة، المتلهفة، اضطر للسكوت قليلا حتى يستطيع استعادة القدرة على الكلام. وقبل أن تجف ابتسامتها وقبل أن تكرر الـ "آلو" من جديد أخبرها أنه يحبها جدا ويفتقدها جدا جدا. أخذت ابتسامتها بعدا آخر وتلعثمت قليلا ثم أخبرته أنها تذوب فيه وتتمني رؤيته الآن.

فاقت سعادته كل المعدلات المعروفة. سمع صوتا من السماء ينادي " لدينا فائز جديد". رأي كبير الملائكة يقبل عليه مهنئا بمناسة وصوله إلي مرتبة أسعد انسان على وجه الأرض، ثم يميل على أذنه ليقول بصوت خافت " الحقيقة أنك نافست كثيرا من أهل السماء يا بني..لكنك تعرف القواعد!".

أبدي تفهمه بإبتسامة ونظرة لا تخلو من سخرية ثم تذكر فجأة أن في هذا المكان وفي توقيت مقارب جدا ولدت أول عبارة في هوامش فتنته " فتنتني فاتنة فصرت مفتوناً؛ وأحمد الله على ضعف الإيمان".

قفزت الفكرة في رأسه " تري هل..؟" وبسرعة ولهفة توجه بالسؤال إلي كبير الملائكة " هل كنت أنت من..؟" لم يكد ينه سؤاله حتى اختفي فلم يحصل على اجابة لكن صوته ظل يتردد في أذنه " لكنك تعرف القواعد".