0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 25

على سبيل الاستغفار:

يا سيدتي الأولي: التائب عن ذنب حبك كمن لا قلب له.

الهامش الخامس والعشرين:

يري أغلب الناس أن الحب "ينتهي" بالزواج، واعترافاً بقدرة "الدوى على الآذان" كـ"أمر من السحر"، أقنع "المفتون" نفسه بأن تلك هي "سنة الحياة"، وما أصاب الجميع لم يكن ليخطئه.

حاول التأقلم مع الحتمية المزعومة. أضفي على حياته طابعاً روتينياً قبل أن تفاجئه الحياة بهذا الطابع، وصار يحفر بيديه قبراً لقلبه، ويسير بخطي واثقة نحو ما يكره.. ثم أدرك كم كان غبياً.

هل أحب كما يحب الناس لينتهي حبه مثلهم؟. صفع قلبه، عقله بهذا السؤال؛ فأفاق وعرف الحقيقة. الحقيقة التي لم يكن أن تغيب عن باله لحظة، لولا حماقة طارئة، ورعونة لم تعرف طريقها إليه من قبل.

تسائل كثيراً كيف يصير المرء غبياً لدرجة أن يغيب عنه ما هو بالفعل يعرفه، ويؤمن به. أعييته الإجابات فصار النهار كالليل، والزحام كالوحدة، وأصبح تائهاً يبحث لنفسه عن وطن؛ فلم تحتويه إلا رحابة أحضانها. حاول الاعتذار فلم يجد لغبائه عذراً إلا في سماحة عينيها.

ضاق قلبه بما فيه، وفتح فمه لينطق، فلم يقل سوي "أحبك.. اغفري لي".

0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 24


على سبيل التدليل:

..ومن دعائم فتنته وركائزها، أنه كان إذا توسل إلي الله بخاطر "صاحبة الفتنة" لم يرده الله أبدا.

الهامش الرابع والعشرون:

في أيام الصيف تُفتقد ليالي الشتاء، وفي صيف أيامه، وشتائها، كان يفتقد تلك الليلة الممطرة من ليال نوفمبر.

يفتقد تفاصيل هذه الليلة، ويتذكر أدقها وأبسطها. يتذكر ابتسامتها مع قطرات المطر الأولي، وضحكهما عندما انفض الجالسون حولهما، وغادروا المكان دافنين رؤسهم في ياقات الملابس.

يتذكر استنكارهما المتعالي لهذا السلوك، ولحظات الصمت، الصاخبة، بعد اكتشاف أنهما -فعلاً- وحدهما، وانتهاء هذه اللحظات بإبتسامة خجلي حوت من أسرار الفتنة ما يترفع عن الوصف ويسمو على المشاركة.

يتذكر من عجائب هذه الليلة أنهما لم يتبادلا، تقريبا، كلمة واحدة حتى غادرا؛ إلا أنهما تصارحا كما لم يفعلا من قبل.

يفتقد ليلتهما الممطرة، ويشتاق إليها، ويخفي في قلبه من عجائبها ما العشق مبديه.

0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 23


علي سبيل التعريف:

للحب وحدتا قياس هما العبوس والابتسامة.

الهامش الثالث والعشرون:

بنظرة مترددة وابتسامة متوترة سألته عن أسباب توقفه عن الكتابة منذ فترة، غابت ابتسامتها لحظات ثم عادت إلي توترها السابق وصارحته بخوفها أن يكون السبب أنها لم تعد تلهمه كالسابق.

فزع لقولها وغمم بعبارات اعتذار، عما لا يجوز عنه الاعتذار، ووعدها بكتابة قريبة. فكانت هذه..

" عرفتك ولم يكن ينقصني إلا إياكِ، فأكملتني وصرت ملهمتي إلي كتابة كانت فيض من نهر حبنا..وقلت: رَبِّي أَكْرَمَنِ. ولما زادت مساحة الاحتياج إليك أكملتني وصرت ملهمتي إلي الحياة نفسها فعشتها بفضلك.. ولم أقل أبدا رَبِّي أَهَانَنِ.

فيا من حفظتني من الكفر بنفسي.. لا تغضبي مني."

طلبت منه أن يزيد فرفض..قال إنه حاول وعجز. عاودت الطلب مرة بعد مرة.. شكّكت في كفاية ما كتب.. قلت أن من حقها أن يكتب أكثر..أن يقول كل ما بداخله. نظر إلي وقال شيئا لم أتبينه لكنني أدركت أنه كان سؤال، وقبل أن أطلب منه اعادته أشاح بوجهه متمتما بكلمات ميزت منها " غصة في الحلق" و "رغبة في البكاء".. " احتضان".. "وحشة".. "فهم" .."احتواء". ودون أن ينهي كلامه تركني وانصرف.

0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 22



على سبيل التمجيد:

..وتدور الأيام شمسا وقمرا، ولا يزيده الدواران إلا عشقا.

الهامش الثاني والعشرون:

كتبت هذا الهامش -في خيالي- أكثر من مائة مرة. كل مرة بأحداث و تفاصيل مختلفة، أقول ها هو الهامش -في بالي- قد أكتمل، وأجلس لأكتب فتتزاحم الأفكار وتتصارع أيهم يكتب أولا.

أغمض عيني طمعا في بعض التركيز فتنتظم الأحداث وتتشكل فتصير صورا، وتترابط الصور شريطا يمر أمام عيني فلا أفتحها في هذا اليوم ثانية.

في النوم تكتمل الصورة.. تضفي الأحلام للواقع لحنا، وكم تفتقد في الواقع الألحان، وعلى ايقاع اللحن تنتظم الخطوات، فتصبح كل المشاهد راقصة. وبالرقص يكتمل المعني، فالنظرة لحظة الرقص جملة مفيدة.

وأمام جمال المعني وعبقريته تتواري كل الدنيا خجلا، أو انبهارا. وتتراجع الأفكار عن تزاحمها السابق وتكف عن الصراع خشية أن تُكتب فتُنتَزع روحها..لحنها فتفقد معناها.

ومع يوم جديد تأتي أحداث وتفاصيل جديدة، فأقول ها هو الهامش -في بالي- قد أكتمل، وأجلس لأكتب فتتزاحم الأفكار، قليلة الخبرة، وتتصارع أيهم يكتب أولا.

أغمض عيني طمعا في بعض التركيز فتنتظم الأحداث وتتشكل فتصير صورا، وتترابط الصور شريطا يمر أمام عيني.. فلا أفتحها في هذا اليوم ثانية.

0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 21



على سبيل التقليد:

"رب هب لي قلبا لا ينبغي لأحد من بعدي".

الهامش الواحد والعشرون:

رأي الجميع في بحر "العشق" غارق، وعلم أن النجاة منه تهلكه و أن دوره قادم لا محالة.. فدعا الله أن يهبه مالا ينبغي لسواه فكانت الإستجابة، والحمد لله، على قدر المدعو لا الداعِ.

قلبه.. وقلبها.

0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 20



على سبيل التقبيل:

وتمنيت كثيرا ، فكان هو كل أمانيّ .

الهامش العشرون:

(تكتبه صاحبة الفتنة)

كان يأتى فى ليلى شاردا ، لم أتبين ملامحه ، لكنني كنت أعرفه ، أعرف رائحته ، خطواته ،أنفاسه .. كنت أقترب منه حتى تلامس جبهتي صدره وحين أرفع عيني إليه .. يهرب .

كان البحث عنه متعبا..ومحيرا، كلما تخيلت كم من الوقت مر وهو بجواري وأنا أبحث عنه لُمت نفسي ألف مرة وتمنيت العودة بالزمن إلي ماض ليس ببعيد، لكن عزائي أني كنت أبحث عن نصفي الآخر، وهو ليس كأي نصف ، إنه نصفي أنا ..إكتمالي ، وبدونه لا أكون.

حلمت وتخيلت وإنتظرت ، ولكننى حين عايشته أدركت أن واقعى أجمل من كل الأحلام ، بل هو كل الأحلام. هو ضعفى وجنونى ، غضبي وفرحي ، ضحكي ودموعي.. أدركت أنى أحبه.. وأنني منه وإليه.

0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 19


على سبيل التأريخ:

عــام.

الهامش التاسع عشر:

وهكذا يا سادة يا كرام.. مر عام.

عام على تجليها أخيرا بعد عدة أيام مظلمة، على احتضانه لها بحرارة وعتاب على طول الغياب..وعلى استيقاظه مفزوعا بعد هذا الحلم الغريب.

لم يعرف النوم له طريقا بعد هذا الحلم، ولم يعرف عقله الراحة بعد أن تمرد عليه قلبه بهذا الشكل العنيف.. جلس ليكتب فلم يزد على " اليوم حلمت بك"، وكان ردها " ملكش حق تلوم عليا".

بعدها بعدة أيام كانا يجلسان ينتظر كل منها الآخر أن يبدأ، وبعد فراغ الصبر، وقبل انتهاء الوقت قال لها " احنا الاتنين عارفين..مش كده؟" هزت رأسها وهمست " آه"، فقال بحماسة " وفاهمين إيه اللي عارفينه ومتفقين..صح؟"، هزت رأسها وهمست ثانية "صح"، فقال باطمئنان " طيب يلا قومي امشي".

وهكذا ذهب كل منهما إلي بيته وهو يشعر بسعادة غامرة وفرحة لا حدود لها، وكأن ما دار بينهما كان أكثر الحوارات منطقية وعقلانية، وكأنه من الطبيعي أن تفهم كلامه وهو يحتمل ألف معني؟، وأن يقنع بردها وهي تقريبا لم تنطق؟. كانا يتذكران هذا الموقف وهما يضحكان من قلبيهما خاصة أن سيناريوهات الفهم البديلة مصائب على كل الأصعدة.

وهكذا يا سادة يا كرام.. مر عام.

مر عام كان في كل يوم منه يعترف لها بحبه وكأنها المرة الأولي، في كل يوم كان يشعر أنه لا شيء أكبر من حبه لها بالأمس إلا حبه لها اليوم، ويظل يتساءل "هل هناك حب مثل حبي لها أو أكبر؟" فإذا جاء الغد جاءت إجابة سؤاله بنعم!.

وهكذا يا سادة يا كرام .. مر عام.

مر عام، ولو قرر أن يحكي ذكرياتهما في هذا العام لاحتاج عام آخر، فلا مجال هنا للإختصارات ولا سبيل للنسيان. كل دقيقة في هذا العام لهما فيها ذكري حاضرة في ذهنه يستطيع روايتها بسهولة.

وهكذا يا سادة يا كرام.. مر عام.

مر عام مما تعدون.. هل تتخيلون أن عمر حبهما يحُسب بالأيام؟