على سبيل التأريخ:
عــام.
الهامش التاسع عشر:
وهكذا يا سادة يا كرام.. مر عام.
عام على تجليها أخيرا بعد عدة أيام مظلمة، على احتضانه لها بحرارة وعتاب على طول الغياب..وعلى استيقاظه مفزوعا بعد هذا الحلم الغريب.
لم يعرف النوم له طريقا بعد هذا الحلم، ولم يعرف عقله الراحة بعد أن تمرد عليه قلبه بهذا الشكل العنيف.. جلس ليكتب فلم يزد على " اليوم حلمت بك"، وكان ردها " ملكش حق تلوم عليا".
بعدها بعدة أيام كانا يجلسان ينتظر كل منها الآخر أن يبدأ، وبعد فراغ الصبر، وقبل انتهاء الوقت قال لها " احنا الاتنين عارفين..مش كده؟" هزت رأسها وهمست " آه"، فقال بحماسة " وفاهمين إيه اللي عارفينه ومتفقين..صح؟"، هزت رأسها وهمست ثانية "صح"، فقال باطمئنان " طيب يلا قومي امشي".
وهكذا ذهب كل منهما إلي بيته وهو يشعر بسعادة غامرة وفرحة لا حدود لها، وكأن ما دار بينهما كان أكثر الحوارات منطقية وعقلانية، وكأنه من الطبيعي أن تفهم كلامه وهو يحتمل ألف معني؟، وأن يقنع بردها وهي تقريبا لم تنطق؟. كانا يتذكران هذا الموقف وهما يضحكان من قلبيهما خاصة أن سيناريوهات الفهم البديلة مصائب على كل الأصعدة.
وهكذا يا سادة يا كرام.. مر عام.
مر عام كان في كل يوم منه يعترف لها بحبه وكأنها المرة الأولي، في كل يوم كان يشعر أنه لا شيء أكبر من حبه لها بالأمس إلا حبه لها اليوم، ويظل يتساءل "هل هناك حب مثل حبي لها أو أكبر؟" فإذا جاء الغد جاءت إجابة سؤاله بنعم!.
وهكذا يا سادة يا كرام .. مر عام.
مر عام، ولو قرر أن يحكي ذكرياتهما في هذا العام لاحتاج عام آخر، فلا مجال هنا للإختصارات ولا سبيل للنسيان. كل دقيقة في هذا العام لهما فيها ذكري حاضرة في ذهنه يستطيع روايتها بسهولة.
وهكذا يا سادة يا كرام.. مر عام.
مر عام مما تعدون.. هل تتخيلون أن عمر حبهما يحُسب بالأيام؟
0 comments:
Post a Comment