0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 24


على سبيل التدليل:

..ومن دعائم فتنته وركائزها، أنه كان إذا توسل إلي الله بخاطر "صاحبة الفتنة" لم يرده الله أبدا.

الهامش الرابع والعشرون:

في أيام الصيف تُفتقد ليالي الشتاء، وفي صيف أيامه، وشتائها، كان يفتقد تلك الليلة الممطرة من ليال نوفمبر.

يفتقد تفاصيل هذه الليلة، ويتذكر أدقها وأبسطها. يتذكر ابتسامتها مع قطرات المطر الأولي، وضحكهما عندما انفض الجالسون حولهما، وغادروا المكان دافنين رؤسهم في ياقات الملابس.

يتذكر استنكارهما المتعالي لهذا السلوك، ولحظات الصمت، الصاخبة، بعد اكتشاف أنهما -فعلاً- وحدهما، وانتهاء هذه اللحظات بإبتسامة خجلي حوت من أسرار الفتنة ما يترفع عن الوصف ويسمو على المشاركة.

يتذكر من عجائب هذه الليلة أنهما لم يتبادلا، تقريبا، كلمة واحدة حتى غادرا؛ إلا أنهما تصارحا كما لم يفعلا من قبل.

يفتقد ليلتهما الممطرة، ويشتاق إليها، ويخفي في قلبه من عجائبها ما العشق مبديه.