0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 23


علي سبيل التعريف:

للحب وحدتا قياس هما العبوس والابتسامة.

الهامش الثالث والعشرون:

بنظرة مترددة وابتسامة متوترة سألته عن أسباب توقفه عن الكتابة منذ فترة، غابت ابتسامتها لحظات ثم عادت إلي توترها السابق وصارحته بخوفها أن يكون السبب أنها لم تعد تلهمه كالسابق.

فزع لقولها وغمم بعبارات اعتذار، عما لا يجوز عنه الاعتذار، ووعدها بكتابة قريبة. فكانت هذه..

" عرفتك ولم يكن ينقصني إلا إياكِ، فأكملتني وصرت ملهمتي إلي كتابة كانت فيض من نهر حبنا..وقلت: رَبِّي أَكْرَمَنِ. ولما زادت مساحة الاحتياج إليك أكملتني وصرت ملهمتي إلي الحياة نفسها فعشتها بفضلك.. ولم أقل أبدا رَبِّي أَهَانَنِ.

فيا من حفظتني من الكفر بنفسي.. لا تغضبي مني."

طلبت منه أن يزيد فرفض..قال إنه حاول وعجز. عاودت الطلب مرة بعد مرة.. شكّكت في كفاية ما كتب.. قلت أن من حقها أن يكتب أكثر..أن يقول كل ما بداخله. نظر إلي وقال شيئا لم أتبينه لكنني أدركت أنه كان سؤال، وقبل أن أطلب منه اعادته أشاح بوجهه متمتما بكلمات ميزت منها " غصة في الحلق" و "رغبة في البكاء".. " احتضان".. "وحشة".. "فهم" .."احتواء". ودون أن ينهي كلامه تركني وانصرف.