0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 24


على سبيل التدليل:

..ومن دعائم فتنته وركائزها، أنه كان إذا توسل إلي الله بخاطر "صاحبة الفتنة" لم يرده الله أبدا.

الهامش الرابع والعشرون:

في أيام الصيف تُفتقد ليالي الشتاء، وفي صيف أيامه، وشتائها، كان يفتقد تلك الليلة الممطرة من ليال نوفمبر.

يفتقد تفاصيل هذه الليلة، ويتذكر أدقها وأبسطها. يتذكر ابتسامتها مع قطرات المطر الأولي، وضحكهما عندما انفض الجالسون حولهما، وغادروا المكان دافنين رؤسهم في ياقات الملابس.

يتذكر استنكارهما المتعالي لهذا السلوك، ولحظات الصمت، الصاخبة، بعد اكتشاف أنهما -فعلاً- وحدهما، وانتهاء هذه اللحظات بإبتسامة خجلي حوت من أسرار الفتنة ما يترفع عن الوصف ويسمو على المشاركة.

يتذكر من عجائب هذه الليلة أنهما لم يتبادلا، تقريبا، كلمة واحدة حتى غادرا؛ إلا أنهما تصارحا كما لم يفعلا من قبل.

يفتقد ليلتهما الممطرة، ويشتاق إليها، ويخفي في قلبه من عجائبها ما العشق مبديه.

0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 23


علي سبيل التعريف:

للحب وحدتا قياس هما العبوس والابتسامة.

الهامش الثالث والعشرون:

بنظرة مترددة وابتسامة متوترة سألته عن أسباب توقفه عن الكتابة منذ فترة، غابت ابتسامتها لحظات ثم عادت إلي توترها السابق وصارحته بخوفها أن يكون السبب أنها لم تعد تلهمه كالسابق.

فزع لقولها وغمم بعبارات اعتذار، عما لا يجوز عنه الاعتذار، ووعدها بكتابة قريبة. فكانت هذه..

" عرفتك ولم يكن ينقصني إلا إياكِ، فأكملتني وصرت ملهمتي إلي كتابة كانت فيض من نهر حبنا..وقلت: رَبِّي أَكْرَمَنِ. ولما زادت مساحة الاحتياج إليك أكملتني وصرت ملهمتي إلي الحياة نفسها فعشتها بفضلك.. ولم أقل أبدا رَبِّي أَهَانَنِ.

فيا من حفظتني من الكفر بنفسي.. لا تغضبي مني."

طلبت منه أن يزيد فرفض..قال إنه حاول وعجز. عاودت الطلب مرة بعد مرة.. شكّكت في كفاية ما كتب.. قلت أن من حقها أن يكتب أكثر..أن يقول كل ما بداخله. نظر إلي وقال شيئا لم أتبينه لكنني أدركت أنه كان سؤال، وقبل أن أطلب منه اعادته أشاح بوجهه متمتما بكلمات ميزت منها " غصة في الحلق" و "رغبة في البكاء".. " احتضان".. "وحشة".. "فهم" .."احتواء". ودون أن ينهي كلامه تركني وانصرف.

0 comments

هوامش على دفتر الفتنة 22



على سبيل التمجيد:

..وتدور الأيام شمسا وقمرا، ولا يزيده الدواران إلا عشقا.

الهامش الثاني والعشرون:

كتبت هذا الهامش -في خيالي- أكثر من مائة مرة. كل مرة بأحداث و تفاصيل مختلفة، أقول ها هو الهامش -في بالي- قد أكتمل، وأجلس لأكتب فتتزاحم الأفكار وتتصارع أيهم يكتب أولا.

أغمض عيني طمعا في بعض التركيز فتنتظم الأحداث وتتشكل فتصير صورا، وتترابط الصور شريطا يمر أمام عيني فلا أفتحها في هذا اليوم ثانية.

في النوم تكتمل الصورة.. تضفي الأحلام للواقع لحنا، وكم تفتقد في الواقع الألحان، وعلى ايقاع اللحن تنتظم الخطوات، فتصبح كل المشاهد راقصة. وبالرقص يكتمل المعني، فالنظرة لحظة الرقص جملة مفيدة.

وأمام جمال المعني وعبقريته تتواري كل الدنيا خجلا، أو انبهارا. وتتراجع الأفكار عن تزاحمها السابق وتكف عن الصراع خشية أن تُكتب فتُنتَزع روحها..لحنها فتفقد معناها.

ومع يوم جديد تأتي أحداث وتفاصيل جديدة، فأقول ها هو الهامش -في بالي- قد أكتمل، وأجلس لأكتب فتتزاحم الأفكار، قليلة الخبرة، وتتصارع أيهم يكتب أولا.

أغمض عيني طمعا في بعض التركيز فتنتظم الأحداث وتتشكل فتصير صورا، وتترابط الصور شريطا يمر أمام عيني.. فلا أفتحها في هذا اليوم ثانية.