0 comments

الهامش الثاني



على سبيل التبرير:

إذا كان من الصعب اختيار طريقة ومكان الموت؛ فإنه من المستحيل اختيار كيفية الوقوع في الحب.

الهامش الثاني:

هل هناك قدر من الحكمة يكمن في هذه العبارة؟.

ربما!. لكنه لم يتوقف أمام مكامن الحكمة - التي هي ضالة المؤمن- طويلا، إدركا منه لصعوبة أن يترقي مفتون في مراتب الإيمان. خاصة أنه كان يترقي كل يوم، و في رواية أخري في كل يوم عدة مرات، بين مراتب الفتنة.

على سبيل التغيير:

وعلى الهامش -أحيانا- هامش آخر

كلما اقتربنا من ذكر هذا الموضوع تلعثم وتخبط وفقد القدرة على الإسترسال، لكني وبصعوبة بالغة استطعت أن أكون - من جمله الناقصة ونظراته الموحية - فكرة عامة عما يدور بداخله. كان يعرف أنها تقصد مضايقته واستفزازه كثيرا، وكانت تعرف أنه يعرف، وكان يعرف أن هذا شيء يسعدها ويجعلها تبتسم في صفاء تحسدها عليه ليالي الصيف المقمرة؛ وكان يري أن هذا سبب كاف لأن يستسلم تماما لشقاوتها الطفولية.

وبابتسامة عريضة ونظرة حالمة، أو بلهاء، كان يحكي.. يحكي عن استفسارها الشرير المغلف ببراءة، بعد كل موقف تتعمد مضايقته فيه،: " ايه؟..مالك؟"، عن انتظاره لضحكتها التي تعقب دائما هذا السؤال، عن صمته الذي يطول بعد ذلك، عن انقسامه على نفسه و عن جزء منه يلومه على الصبر وتحمل مالم يتعود على احتماله، وجزء يؤيد الصمت ويدعوه لإحتضانها فورا وبدون أي تردد.. وعن انحيازه الشديد لهذا الأخير.

0 comments

الهامش الأول

على سبيل التأهيل:

فتنتني فاتنة فصرت مفتوناً؛ وأحمد الله على ضعف الإيمان.

الهامش الأول:

كانت هذه كلماته التي لم يقل غيرها تقريبا في أيامه الأخيرة، كان يمشي بين الناس ذاهلا عنهم، يرونه ولا يراهم، يحدثونه ولا يرد عليهم. حتى ظنوه يتعمد تجاهلهم، فاختلفوا عليه و حوله. منهم من قرر أن يتجاهله بدوره كرد فعل ، ومنهم من أصابه القلق فحاول أن يعرف حقيقة هذا التغيير، ومنهم من اعتبر هذا التجاهل اهانة شخصية يجب أن يرد عليها بأكبر منها.

لكنه لم يعرهم اهتماما، أو لنقل الحقيقة هو لم يلتفت أصلا لكل هذا ولم يدرك حدوثه. حتى عندما حاول أن ينبهه البعض " القلق" لخطورة فقدان الأصدقاء نتيجة التجاهل، تسائل في براءة - حقيقية- أية تجاهل..وأي أصدقاء؟

تفاقمت الأمور، وبدأ البعض " الغاضب" في الرد على ما اعتبروه اهانات. وضعوا القاذورات على بابه و أطلقوا عليه نكات لا تقل قذارة، كانو إذا ظنوا أنه نوي الصلاة، في محرابها، حاولوا تعطيله قدر جهدهم، و إذا دخل في الصلاة نعتوه بالكفر والرياء.

ولكن هل أحس -صديقنا المفتون- بكل هذا؟، هل التفت إلي هذه الأفعال؟.

نعم فعل.. وبدأ شعوره بالغضب يتزايد، لكنه لم يغضب - أبدا- من تجاهل أو حقارة، وإنما من نجاح - ولو مؤقت- في تعكير صفو صلاته؛ ولكن دائما ما كان يسبق حبه غضبه فيتناساه، معتبرا إياهم مجرد هوامش على دفتر الفتنة.

أما "الفاتنة" صاحبة الفتنة فكانت طالما تضحك من غضبه، وكثيرا ما كان يمسها إيقاع العبث الطفولي فتلعب على هذا الوتر فتثيره أكثر.. لكن هذا هامش آخر.