على سبيل الاستغفار:
يا سيدتي الأولي: التائب عن ذنب حبك كمن لا قلب له.
الهامش الخامس والعشرين:
يري أغلب الناس أن الحب "ينتهي" بالزواج، واعترافاً بقدرة "الدوى على الآذان" كـ"أمر من السحر"، أقنع "المفتون" نفسه بأن تلك هي "سنة الحياة"، وما أصاب الجميع لم يكن ليخطئه.
حاول التأقلم مع الحتمية المزعومة. أضفي على حياته طابعاً روتينياً قبل أن تفاجئه الحياة بهذا الطابع، وصار يحفر بيديه قبراً لقلبه، ويسير بخطي واثقة نحو ما يكره.. ثم أدرك كم كان غبياً.
هل أحب كما يحب الناس لينتهي حبه مثلهم؟. صفع قلبه، عقله بهذا السؤال؛ فأفاق وعرف الحقيقة. الحقيقة التي لم يكن أن تغيب عن باله لحظة، لولا حماقة طارئة، ورعونة لم تعرف طريقها إليه من قبل.
تسائل كثيراً كيف يصير المرء غبياً لدرجة أن يغيب عنه ما هو بالفعل يعرفه، ويؤمن به. أعييته الإجابات فصار النهار كالليل، والزحام كالوحدة، وأصبح تائهاً يبحث لنفسه عن وطن؛ فلم تحتويه إلا رحابة أحضانها. حاول الاعتذار فلم يجد لغبائه عذراً إلا في سماحة عينيها.
ضاق قلبه بما فيه، وفتح فمه لينطق، فلم يقل سوي "أحبك.. اغفري لي".
0 comments:
Post a Comment