هوامش على دفتر الفتنة 10


على سبيل التفضيل:

كنا نتبادل الكلمات دون ان ننطقها.. طريقة أخرى للتواصل

الهامش العاشر:

سألتها ماذا تعني بطريقة التواصل الأخري فقالت:

كان يكفيني أن أنظر إلى عينيه واسمع دقات قلبه ليطمئن قلبي.

قالتها ثم سافرت.. وبعد العودة تنهدت ثم لمعت عيناها وابتسمت. حاولت أن اتكلم فقاطعتني قائلة " اسمع سأحكي لك قصة أحبها..وليكن هذا هامشي الثاني". سألتها أهو الثاني فعلا؟ أجابت بإبتسامة حاولت أن تبدو غامضة " على الأقل بالنسبة لك"

وبعد فترة صمت بدأت تحكي..

"دون اتفاق مسبق قررنا اللعب..

أعطيته روايتي المفضلة ليقرأها وأثناء ذلك كنا نتبادل مقاطع منها.. أحيانا بكلمات ..أحيانا بنظرات.. وأحيانا بصمت قاطع. فهو كثيرا ما كان يكتفى بإبتسامة رائقة تخبرني أنه مختبئ فى ظل ملاك ، ألمحه هناك خلف نظارته الطبية يناديني.. أجيب عليه "أيها الطفل الطيب"..وأضحك.

(كان دائما يشبه ضحكتي بضحكتها) "

وهنا فقط توقفت عن الحكي وكأنها تذكرت شيئا ما:

"أتدري؟..أنا فعلا لا أعرف حتى الآن إن كان يقصد أو لا" ثم ضحكت بطريقتها المميزة، وقبل أن اسأل أو استفهم قاطعتني للمرة الثانية بنفس الطريقة وإن كانت هذه المرة بلهفة غريبة " اسمع ..اسمع ! عندما فرغ من قراءة الرواية، وبعدما أعادها لي وجدت إحدى صفحاتها مطوية برفق، وقرأت:

"أتذكر ضحكتها الساخرة وعيناها التي بلون العسل القاتم"."

وبما أنها لم تنطق حرفا اضافيا بعد هذا فقد اعتبرت ان الهامش انتهي عند هذا الحد..أما تعمده ترك علامة عند هذا المقطع من الرواية من عدمه فيبقي سؤال معلق قد نعرف اجابته في هامش آخر.

0 comments: