على سبيل التشكيل:
لكل شخص فيه رأي، ولكل صديق نبوءة.
الهامش السابع عشر:
اتخدت هيئة العارفين ثم صلت وسلمت على معلم الناس الحب وقالت "اجلس يا أحمد..يا ولدي..يا صوت الناي. ما بالك يا ولدي تذكرني دوما بصوت الناي؟. في فرحك و أحزانك تشبهه، حتى ضحكتك.. حتى الضحكة يا ولدي؟"
صمتت ألف سنة حتى تغيرت ملامحها آخذة سمت العرافين ثم قالت " مكتوب لا يُمحي وليس منه مفر.. مهما كان اللحن سعيد تظل آهة الحزن في صوت الناي مسموعة".
استغرقت في سبات طال ملايين السنين ثم استيقظت وقد عادت سيرتها الأولي "صديقته المفضلة"، بدا عليها تعب وارهاق خمن انه من أثر ما قالت، لكنه عرف بعد ذلك أنه كان من تأثير ما ستقول " لا أعرف يا أحمد..لا أعرف حقا ماذا أقول؟، أو بالأحري كيف أقول؟..أشعر ، ولا تسألني عن الأسباب، أن حب حياتك سيكون قصة مستحيلة". لم يسألها عن الأسباب،ولم تبادر هي بالتوضيح، وبعد أقل من مائة عام على هذا الحوار تجمدت علاقتهما.
كان وقع الكلام ، أو النبوءة، عليه عظيما، وما زاد الوقع وطأة أن وجه صاحبة الفتنة لم يفارقه لحظة أثناء حديث صديقته، العارفة العرافة، عن الحب المستحيل. ليس لأنه يخشي أن يكون حبهما مستحيل بل لأنه لم يكن هناك أي شيء بينهما أصلا.
وإن كانت هذه أول ملامح تحقق النبوءة فإن ما بعدها أكد هذا التحقق، فهو حتى الآن يصر أنه لم يخبرها "بحقيقة" حبه، و يؤكد أنه من "المستحيل" أن يعبر عما بداخله كلام.